ان النفس لا تظهر منزلتها و لا تبدو حقيقتها الا لحظة ان تستقر علي
اختيار ، و تمضي فيه باقتناع و عمد و اصرار ، و تتمادي فيه و تخلد اليه و تستريح و
تجد ذاتها .
و لهذا لا تؤخذ علي الانسان افعال الطفولة ، او افعال المراهقة و لا
ما يفعله الانسان عن مرض او عن جنون او عن اكراه .. و انما تبدو النفس تكون محل
محاسبة منذ رشدها ، لان بلوغ الرشد يبدأ معه ظهور المرتكزات و المحاور التي ستنمو
عليها الشخصية الثابتة .
و اختيرات الانسان في خواتيم حياته هي اكثر ما يدل عليه ، لانه مع
بلوغ الانسان مرحلة الخواتيم يكون قد تم ترشح و تبلور جميع عناصر شخصيته ،و تكون
قد انتهت ذبذبتها الي استقرار و تكون بوصلة الارادة قد اشارت الي الطابع السائد
لهذه الشخصية .
.......................
كتاب / ماذا وراء بوابة الموت؟
د/ مصطفي محمود
ص47
اللوحة / مرتضي كاتوزيان
..................
No comments:
Post a Comment