Monday, June 28, 2010

غبن


غبن ان يفوت الانسان جزاؤه الحق علي عمله و خلقه..
و اثقل منه في الغبن ان ينقلب الامر فيجزي المحسن بالاساءة ،و يجزي المسيء بالاحسان




كتاب /ابو الشهداء الحسين بن علي
تاليف /عباس محمود العقاد
ص 115
اللوحة للفنان رينيه فرانسوا ماجريت
مدونة فلسفة حياة
......................................

1 comment:

فارس عبدالفتاح said...

فلا تغبننَّ حظك من دينك وإن استطعت أن تبلغ من الطاعة غايتها فلنفسك تُمهِّد وإلا فأجهد أن يكون إلى الله أكثر‏.


واعلم أن الله جل ثناؤه خلق خلقه ثم طبعهم على حب اجترار المنافع ودفع المضار وبغض ما كان بخلاف ذلك‏ ، هذا فيهم طبعٌ مركب وجبلة مفطورة لا خلاف بين الخلق فيه موجودٌ في الإنس والحيوان لم يدع غيره مدعٍ من الأولين والآخرين‏ ، وهاتان جملتان داخلٌ فيهما جميع محابِّ العباد ومكارههم‏.


والنفس في طبعها حب الراحة والدعة والازدياد والعلوّ والعز والغلبة والاستطراف والتَّنُّوق وجميع ما تستلذ الحواس من المناظر الحسنة والروائح العبقة والطعوم الطيبة والأصوات المونقة والملامس اللذيذة‏ ، وأن الطريق إلى الجنة احتمال المكاره والطريق إلى النار اتباع الشهوات‏.


فأعجز الناس رأياً وأخطؤهم تدبيراً وأجهلهم بموارد الأمور ومصادرها من أمل أو ظن أو رجا أن أحداً من الخلق فوقه أو دونه أو من نظرائه يصلح له ضميره وصح له أو بخلاف ما دبرهم الله عليه فيما بينه وبينهم‏ .


فالرغبة والرهبة أصلا كل تدبير وعليها مدار كلَ سياسة عظمت أو صغرت‏.


فاجعلها مثالك الذي تحتذي عليه وركنك الذي تستند إليه‏.


واعلم أنك إن عرضت تدبيرك للاختلاط‏ وإن آثرت الهوينا واتكلت على الكفاءة في الأمور على رأي مدخول وأصلٍ غير محكم رجع ذلك عليك بما لو حكم فيك عدوك كان ذلك غاية أمنيته وشفاء غيظه‏ .